للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالوضوء، الغلمان من الجواري ثم قال: هؤلاء غلمان وهؤلاء جوارٍ.

قالت الرسل: أيها الملك اكتب إليها بجواب كتابها، فقال: لا، ارجعوا إليهم " فلنأتينهم بجنودٍ لا قبل لهم بها " الآية، فرجعت إليها الرسل فقالت: ما جئتم به من عند سليمان؟ فقالوا: ما كنت صانعةً حتى يأتيك الجنود فالآن.

فاستقلت ومن معها وحملت الخزائن والسلاح على سبعين فيلاً، ثم توجهت ومعها أولئك الألف الذين بين يديها، وخلفت عرشها، فلما فصلت جاء دمرياط فقال: أيها الملك إن بلقيساً قد خرجت إليك ومعها ألف ملك قد حملت خزائنها وسلاحها على سبعين فيلاً، فقال سليمان: ما فعل عرشها أمعها أم خلفته؟ فقال: بل خلفته، قال سليمان: " فأيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين "؟ قال دمرياط: " أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإنه عليه لقويٍّ أمين " وكان سليمان يصلي الصبح ثم يجلس للناس إلى طلوع الشمس، فقال: آتيك به من حين تجلس إلى حين تقوم، فقال سليمان: أريد أعجل من ذلك، فقال آصف: " أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " قال: يرتد إليك طرفك: هو أن تنظر إلى الشيء فتتبين أنه حمار أو دابة حتى ينتهي إليك أو تنتهي إليه؛ وكان آصف يقوم على رأس سليمان بالسيف.

قال: أنت؟! قال: نعم، قال: فافعل، فنزل آصف قائم السيف من يده ثم رفع يده فإذا العرش موضوعٌ بين يدي سليمان، فكاد سليمان أن يفتتن، فقال: ربي سألتك ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، ربي فجعلت في ملك يمني وفي خولي ومن يجري عليه رزقي من قدر على هذا ولم أقدر عليه، هذا نقصانٌ في ملكي، فدخلت سليمان فتنةٌ، ثم عصم فراجع فقال: أليس " هذا فضل ربي، ليبلوني أأشكر أم أكفر " الآية.

" قال: نكروا لها عرشها "، وكان عرشها عليه صفائح من ذهبٍ وفضة، قد ركبت فيه فصوص الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والدر واللؤلؤ، وكان للعرش قائمتان من زبرجد وقائمتان من ياقوتٍ أحمر، فكان تنكيرهم إياه، أن نزعوا صفيحة الذهب، فجعلوها مكان الفضة، وصفيحة الفضة مكان الذهب، والياقوت مكان الزبرجد والدر مكان اللؤلؤ والقائمتين للزبرجد مكان القائمتين للياقوت، فجاءت بلقيس فدخلت على سليمان وقد وضع لها بين

<<  <  ج: ص:  >  >>