وكان عرشها ثلاثة أبيات بعضها على بعض من ياقوتةٍ حمراء، على أربع دعائم.
قال أبو المليح: أردت سفراً فأتيت ميمون بن مهران أودعه فقال لي: لا تيأس أن تصيب في سفرك هذا أفضل ما طلبت، فإن موسى خرج يقتبس لأهله ناراً فكلمه الله، وإن صاحبة سبأ خرجت ليس شيءٌ أحب إليها من ملكها فرزقها الله الإسلام.
قال همام بن منبه: قدمت مكة فجلست إلى ابن الزبير ومعه جماعةٌ من قريش.
فقال رجل من قريش: ممن أنت؟ قلت: من اليمن قال: ما فعلت عجوزكم؟ قلت: أي عجوز؟ قال: بلقيس.
قلت له: عجوزنا أسلمت مع سليمان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعجوزكم حمالة الحطب في جيدها حبلٌ من مسد.
روى الأوزاعي قال: كسر برجٌ من أبراج تدمر، فأصابوا فيه امرأةً حسناء، دعجاء، مدرجةً مدمجة، كأن أعطافها طي الطوامير المدرجة، عليها عمامة طولها ثمانون ذراعاً مكتوبٌ على طرف العمامة بالذهب:
بسم الله الرحمن الرحيم، أنا بلقيس ملكة سبأ، زوجة سليمان بن داود ملكت الدنيا كافرةً ومؤمنة، ملكت ما لم يملكه أحدٌ قبلي، ولا يملكه أحدٌ بعدي، صار مصيري إلى الموت، فأقصروا يا طلاب الدنيا.
ولما تزوج سليمان بلقيس قالت: ما مستني حديدةٌ قط، فقال للشياطين: انظروا أي شيءٍ يذهب بالشعر غير الحديد، فوضعوا له النورة، فكان أول من وضعها له شياطين سليمان.