عمر؟ قال: لا، قال: فصلاها أبو بكر؟ قال: لا، قال: فصلاها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا إخال.
قال توبة العنبري: كان ابن عمر ينزل برجلٍ يقال له حمران، وكان ينفق نفقاتٍ عظاماً، فقال ابن عمر: يا حمران، أمن مالك تنفق هذا من أمانتك؟ قال: لا، بل من مالي.
قال: فاحفظ عني ثلاثاً لا تدعهن: لا تموتن وعليك دينٌ لا تدع من يكافئك به؛ ولا تنتفينّ من ولدك لتفضحه؛ فيفضحك الله عز وجل يوم القيامة؛ وركعتين قبل الصبح لا تدعهما، فإن فيهما الرغائب.
قال توبة العنبري: أرسلني صالح بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك، فقدمت عليه، فقلت لعمر بن عبد العزيز: هل لك حاجةٌ إلى صالح؟ فقال: قل له: عليك بالذي يبقى لك عند الله عز وجل، فإن ما بقي لك عند الله، بقي لك عند الناس، وما لم يبق عند الله عز وجل، لم يبق عند الناس.
وقيل: إنه لما وفد إلى سليمان بن عبد الملك سأله عن حاجته، فأثبت له عيلين في العطاء، وأذن له أن يتخذ حماماً بالبصرة، ويحتفر بئراً بالبادية، فأجابه إلى ذلك؛ وكان لا يفعل ذلك أحدٌ إلا بإذن الخليفة، فاتخذ حماماً إلى جانب منزله في بني العنبر الرابية، وحفر بئراً بالبادية بالخرنق، وبين الخرنق، والبصرة ثلاث مراحل.
ووفد توبة أيضاً على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة، فلما وفد عليه رأى بناته حوله يلعبن وعليهن التبابين.
وجهد قومٌ من بني العنبر بتوبة أن يدعي فيهم فأبى، وجهد به أخواله بنو نمير أن يدعي فيهم فأبى؛ وكان صاحب بداوة، ومات بضبع، وهي من البصرة على يومين، فدفن هناك وعمر أربعٌ وسبعون سنة.