للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال توبة: أكرهني يوسف بن عمر على العمل، فلما رجعت حبسني وقيدني، فكنت في السجن حتى لم يبق في رأسي شعرةً سوداء، فأتاني آتٍ في المنام، عليه ثياب بيض، فقال: يا توبة قد أطالوا حبسك! قلت: أجل.

قال: قل اسأل الله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.

فقلتها ثلاثاً؛ فاستيقظت، فقلت: يا غلام هات السراج والدواة، فكتبت هذا الدعاء؛ ثم إني صليت ما شاء الله أن أصلي، فما زلت أدعو به حتى صليت الصبح، فلما صليت جاء حرسيٌّ فضرب باب السجن، ففتحوا له، ثم قال: أين توبة العنبري؟ فقالوا: هذا.

فحملوني بقيودي حتى وضعوني بين يدي يوسف وأنا أتكلم به، فقال: يا توبة، قد أطلت حبسك، قلت: أجل، قال: أطلقوا عنه قيوده وخلوه.

فعلمته رجلاً في السجن، فقال لي صاحبي: لم أدع إلى العذاب قط فقلتهن إلا خلي عني؛ قال: فجيء به يوماً إلى العذاب، فجعلت أتذكرهن فلم أذكرهن، حتى جلدت مائة سوط، ثم إني ذكرتهن، فقلتهن، فخلي عني.

<<  <  ج: ص:  >  >>