فلما خلا الوليد مع أم البنين قال لها: لله در ثريا! أما تدرين ما أرادت بإنشادها الذي أنشدتني من قول ابن أبي ربيعة؟ قالت: لا، قال: لما عرضت لها به عرضت لي بأن أأعرابية.
قال إسحاق الموصلي: بلغني أن الثريا كانت من أكمل النساء، وأحسنهم خلقاً، فكانت تأخذ جرةً من ماء فتفرغها على رأسها فلا تصيب باطن فخذها قطرةٌ من عظم كفلها.
قال أبو سفيان بن العلاء: بصرت الثريا بعمر بن أبي ربيعة وهو يطوف حول البيت فتنكرت وفي كفها خلوق فرجمته، فأثر الخلوق في ثوبه، فجعل الناس يقولون: يا أبا الخطاب، ما هذا زي المحرم.
فأنشأ يقول:" من الخفيف "
أدخل الله رب موسى وعيسى ... جنة الخلق من ملاني خلوقا
مسحت كفها بجيب قميصي ... حين طفنا بالبيت مسحاً رفيقا
فقال له عبد الله بن عمر: مثل هذا القول تقول في مثل هذا الموضع!؟ فقال له: يا أبا عبد الرحمن قد سمعت مني ما سمعت، فورب هذه البنية ما حللت إزاري على حرامٍ قط.
قال الزبير بن بكار: لما صرمت الثريا عمر بن أبي ربيعة اشتد وجده بها، دعا غلاماً له، ثم كتب معه في قرطاس:" من الخفيف "
من رسولي إلى الثريا فإني ... ضقت ذرعاً بهجرها واجتنابي
وهي مكفوفة تحير منها ... في أديم الخدين ماء الشباب
ذكرتني من بهجة الشمس لما ... طلعت بين دجنةٍ وسحاب
دميةٌ عند راهبٍ قسيسٍ ... صوروها في مذبح المحراب
فارجحنت في حسن خلقٍ عميمٍ ... تتهادى في مشيها كالحباب