قال موسى بن عقبة: وأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه وبهم أشد القرح بطلب العدو وليسمعوا بذلك، وقال:" لا ينطلقن معي إلا من شهد القتال ".
يعني: بأحد، فقال عبد الله بن أبي: أنا راكب معك، فقال:" لا "، فاستجابوا لله ولرسوله على الذي بهم من البلاء، فانطلقوا، فقال الله عز وجل في كتابه:" الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجرٌ عظيم ".
قال: وأقبل جابر بن عبد الله السلمي إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إن أبي رجعني وقد خرجت معك لأشهد القتال، فقال: ارجع.
وناشدني أن لا أترك نساءنا، وإنما أراد حين أوصاني بالرجوع رجاء الذي كان أصابه من القتل، فاستشهده الله فأرادني للبقاء لتركته، ولا أحب أن تتوجه وجهاً إلا كنت معك، وقد كرهت أن تطلب معك إلا من شهد القتال، فأذن لي، فأذن له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطلب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العدو حتى بلغ حمراء الأسد، ونزل القرآن في طاعة من أطاع، ونفاق من نافق، وتعزية المسلمين، وشأن مواطنهم كلها، ومخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ غدا، فقال جل ثناؤه:" وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال، والله سميعٌ عليم " ثم ما بعد الآية في قصة أمرهم.
وعن جابرٍ قال: كنا يوم الحديبية ألفاً وأربع مائة، فقال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أنتم خير أهل الأرض. ولو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة ".
قال جابر:
كنا يوم الحديبية ألفاً وأربع مائة فبايعنا وعمر آخذ بيده، تحت شجرةٍ وهي سمرة، قال: بايعنا على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت.
وعن جابرٍ في قوله:" لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " قال: بايعنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ