وعن جابرٍ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: " يا جابر هل تزوجت؟ " قلت: نعم يا رسول الله قال: " بكرٌ أو ثيب؟ " قلت: بل ثيب.
قال:" فهلا بكراً تضاحكها وتضاحكك ".
فقلت: يا نبي الله، إنها وإنها، وإنما أردتها لتقوم عليهن، ويأخذوا من آدابها، قال:" أصبت أرشدك الله ".
قال جابر بن عبد الله: لما انصرفنا راجعين - يعني في غزوة ذات الرقاع - فكنا بالشقرة قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" يا جابر ما فعل دين أبيك؟ " فقلت: عليه، انتظرت يا رسول الله أن يجذ نخله، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إذا جذذت فأحضرني ".
قال: قلت: نعم.
قال:" من صاحب دين أبيك؟ " قلت: أبو الشحم اليهودي، له على أبي سقة من تمر.
فقال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" فمتى تجذها؟ " قال: قلت: غداً.
قال:" يا جابر فإذا جذذتها فاعزل العجوة على حدتها، وألوان التمر على حدتها ".
قال: ففعلت، فجعلت الصيحاني على حدة، وأمهات الجرادين على حدة، والعجوة على حدة، ثم عمدت إلى جماعٍ من التمر، مثل نخبة وقرن وشقمة، وغيرها من الأنواع، وهو أقل التمر، فجعلته حبلاً واحداً، ثم جئت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فانطلق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه علية أصحابه فدخلوا الحائط، وحضر أبو الشحم.
قال: فلما نظر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى التمر مصنفاً قال: " اللهم بارك له ".