للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجحاف: وقد قال شاعرنا لبني هاشم:

اذكروا حرمة العواتك منا ... يابني هاشم بن عبد مناف

قد ولدنا كم ثلاث ولادا ... ت خلطنا الأشراف بالأشراف

قال الحسن بن علان: الجحاف بن حكيم السلمي الذكواني الذي وقع ببني تغلب الوقعة المشهورة بالبشر فبقر بطون النساء، ثم خرج هاربا لعظم ما أتى إليهم، فحمل الحجاج بن يوسف تلك الحمالة لبني تغلب عنه، يقال إنه لم تكن حمالة قط أعظم منها.

وروي أن عبد الله بن عمر رأى الجحاف وهو يطوف بالبيت ويقول: اللهم اغفر لي، وما أراك تفعل، فقال له: يا عبد الله، لو كنت الجحاف ما زدت على ما تقول، قال: فأنا الجحاف.

حدث عمر بن عبد العزيز بن مروان: أنه حضر الجحاف بن حكيم السلمي والأخطل عند عبد الملك بن مروان والأخطل ينشد:

ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر

قال: فقيض وجهه في وجه الأخطل ثم قال:

نعم سوف نبكيهم بكل مهند ... ونبكي عميراً بالرماح الخواطر

يعني عمير بن الحباب السلمي، ثم قال: لقد ظننت يابن النصرانية أنك لم تكن تجترئ علي، ولو رأيتني لك مأسورا، وأوعده، فما زال الأخطل من موضعه حتى حم، فقال له عبد الملك: أنا جارك منه. قال: هذا أجرتني منه يقظان فمن يجيرني منه دائماً؟ فضحك عبد الملك.

<<  <  ج: ص:  >  >>