وعن حذيفة قال: أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه الذي توفاه الله فيه فقلت: يا رسول الله، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي؟ قال: فرد عليّ بما شاء الله، ثم قال: يا حذيفة، ادن مني. قال: فدنوت من تلقاء وجهه. قال: يا حذيفة، إنه من ختم الله به بصوم يوم، أراد به الله تعالى أدخله الله الجنة، ومن أطعم جائعاً، أراد به الله أدخله الله الجنة، ومن كسا عارياً، أراد به الله أدخله الله الجنة. قال: قلت: يا رسول الله، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه؟ قال: بل أعلنه. قال: فهذا آخر شيء سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما من نبي إلا قد أعطي سبعة نجباء رفقاء، وأعطيت أنا أربعة عشر: سبعة من قريش؛ علي، والحسن، والحسين، وحمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وسبعة من المهاجرين: عبد الله بن مسعود، وسلمان، وأبو ذر، وحذيفة، وعمار، والمقدار، وبلال، رضوان الله عليهم.
ومن حديث آخر، عن علي بن أبي طالب قال: قام إليه رجل فقبّل رأسه وقال: أخبرني عن قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نجباء أمته فقال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لكل نبيّ من أمته نجباء، ونجبائي من أمتي: الحسن، والحسين، وحمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وسلمان، وأبو ذر، وعمار بن ياسر، والمقداد بن الأسود، وحذيفة، وعبد الله بن مسعود وبلال.
وعن حذيفة قال: قالوا: يا رسول الله، ألا تستخلف لنا؟ قال: إني إن أستخلف عليكم فعصيتموه نزل عليكم العذاب، ولكن ما أقرأكم ابن مسعود فاقرؤوه، وما حدثكم حذيفة فاقبلوه.
قال علقمة: قدمت الشام فسألت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً، فجلست إلى أبي الدرداء. فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: أو ليس فيكم صاحب سواد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني عبد الله بن مسعود - أو ليس فيكم صاحب سرّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي لا يعلمه غيره - يعني حذيفة - أليس فيكم من أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -