للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عمرو بن بعجة: أول ذل دخل على العرب موت الحسن بن علي.

قال مساور مولى سعد بن بكر: رأيت أبا هريرة قائماً على مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم مات الحسن بن علي، ويبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس! مات اليوم حب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فابكوا.

قال سلام أبو المنذر: قال معاوية لابن عباس: مات الحسن بن علي ليبكته بذلك. قال: فقال: لئن كان مات فإنه لا يسد بجسده حفرتك، ولا يزيد موته في عمرك، ولقد أصبنا بمن هو أشد علينا فقداً منه فجبر الله مصيبتنا.

قال ابن السماك: قال الحسين بن علي عند قبر أخيه الحسن يوم مات: رحمك الله أبا محمد، إن كنت لتناصر الحق مظانه، وتؤثر الله عند مداحض الباطل في مواطن التقية بحسن الروية، وتستشف جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، وتفيض عيها يداً طاهرة، وتردع بادرة أعدائك بأيسر المؤنة عليك، وأنت ابن سلالة النبوة، ورضيع لبان الحكمة، وإلى روح وريحان وجنة نعيم، أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه، ووهب لنا ولكم السلوة وحسن الاتساء عليه.

قال عمر بن علي بن أبي طالب: لما قبض الحسن بن علي، ووقف على قبره أخوه محمد بن علي قال: يرحمك الله أبا محمد، فإن عزت حياتك لقد هدت وفاتك، ولنعم الروح روح تضمنه بدنك، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك، وكيف لا يكون هكذا وأنت سليل الهدى، وحليف أهل التقى، وخامس أصحاب الكساء، غذتك أكف الحق، وربيت في حجر الإسلام، ورضعت ثدي

<<  <  ج: ص:  >  >>