قال إسحاق بن إسماعيل: قال أبو نواس: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى، فما ظنك بالرجال؟ قال ميمون: سألت يعقوب بن السكيت عما يختار لي روايته من أشعار الشعراء، فقال: إذا رويت من الجاهلين لامرىء القيس والأعشى، ومن الإسلاميين لجرير والفرزدق، ومن المحدثين لأبي نواس فحسبك.
قال أبو عمرو الشيباني: لولا أن أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار لاحتججنا به في كتبنا.
قال أبو عثمان الجاحظ: ما رأيت أحداً كان أعلم باللغة من أبي نواس، ولا أفصح لهجة، مع حلاوة ومجانبة الاستكراه.
وقال الجاحظ: سمعت النظام يقول، وقد أنشد شعراً لأبي نواس في الخمر: هذا الذي جمع له الكلام واختار أحسنه.
قال صدقة بن محمد بن صالح: اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء، فقال: أيكم القائل؟: من الطويل
فلما تحساها وقفنا كأننا ... نرى قمراً في الأرض يبلع كوكبا
قالوا: أبو نواس. قال: والقائل: من الطويل
إذا نزلت دون اللهاة من الفتى ... دعا همه عن صدره برحيل