قال إبراهيم بن سعيد: كنت واقفاً على رأس المأمون، فقال: بيتا شعر ما سبق قائلهما أحد ولا يلحقه أحد قال: قلت: ما هما يا أمير المؤمنين؟ قال: ما قاله أبو نواس وما قاله شريح، قال: فتبسمت، فقال لي: كأنك تبسمت من أبي نواس ومن شريح؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين. قال: فخذ ما قاله أبو نواس: من الطويل
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق
قلت: حسن والله يا أمير المؤمنين! فما قال شريح؟ قال: قال: من الطويل
أتهون على الدنيا الملامة أنه ... حريص على استخلاصها من يلومها
قلت: حسن والله يا أمير المؤمنين.
قال: أحسن من ذلك ما سمعته أنا، كنت أسير في موكبي إذ ألجأني الزحام إلى دكان، فيه كهل وعليه أسمال من ثياب، فنظر إلي نظر من قد رحمني مما أنا فيه، فأومأ إلي بيده، وقال: من الطويل
أرى كل مغرور تمنيه نفسه ... إذا ما مضى عام سلامة قابل