قال ابن النحوي: لما قدم أبو تمام من العراق، قال له أبي: ما أفدت في سفرتك هذه يا أبا تمام؟ قال: أربع مئة ألف درهم وأربعة أبيات شعر هي أحب إلي من المال، قال: أنشدنيها. قال: أنشدني أبو نواس الحسن بن هانىء لنفسه: من الكامل
إني وما جمعت من صفد ... وحويت من سبد ومن لبد
همم تصرفت الخطوب بها ... فنزعن من بلد إلى بلد
يا ويح من حسمت قناعته ... سيب المطامع عن غد فغد
لو لم تكن لله متهماً ... لم تمس محتاجاً إلى أحد
قال ابن عائشة: غلست يوماً إلى المسجد الجامع لصلاة الغداة، فإذا أنا بأبي نواس يكلم امرأة عند باب المسجد، وكنت أعرفه في مجالس الحديث والآداب، فقلت له: مثلك يقف هذا الموقف لحق أو باطل؟ فاعتذر ثمم كتب إلي: من مجزوء الكامل
إن التي أبصرتها ... سحراً تكلمني، رسول
أدت إلي رسالة ... كادت لها نفسي تسيل
من فاتن العينين يت ... عب خصره ردف ثقيل
متنكب قوس الصبا ... يرمي وليس له رسيل
فلو أن أذنك بيننا ... حتى تسمع ما نقول
لرأيت ما استقبحت من ... أمري لديك هو الجميل
قال محمد بن أبي عمير: سمعت أبا نواس يقول: والله ما فتحت سراويلي بحرام قط.