قال ابن عائشة، وهو عبيد الله بن محمد التيمي: خرجت من البصرة أريد ابن المبارك، فدخلت واسط، فقلت، لو دخلت على إسحاق الأزرق، قال: فدخلت عليه وهو يبكي، قال: فسلمت عليه، فقال لي: اجلس، الساعة قام من موضعك إبليس، قلت: من تعني؟ قال: الحسن بن علي. قلت: زدني من الشرح. قال: أبو نواس يكذب علي وعلى أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: يا جارية! هاتي تلك الرقعة، فجاءت فإذا فيها مكتوب: من المنسرح
يا حسن المقلتين والجيد ... وقاتلي منك بالمواعيد
توعدني الوصل ثم تخلفني ... فوابلائي من خلف موعودي
حدثني الأزرق المحدث عن ... عمرو بن شمر عن ابن مسعود
لا تخلف الوعد غير كافرة ... أو كافر في السعير مصفود
ثم قال إسحاق: والله ما حدثت بهذا قط.
حدث عبد الله بن ذكوان عن بعض إخوانه أو عن نفسه: أنه حج فنزل بمصر في حجرة اكتراها قال: فإني قاعد يوماً إذ نظرت إلى كتابة على الحائط، فتأملت ذلك فإذا هو: من المجتث
قم حي بالراح قوماً ... ماتوا صلاة وصوما
لم يطعموا لذة العي ... ش مذ ثلاثون يوما
وذكرت ذلك لبعض من كنت أجالسه بمصر فقال: ذلك خط الحسن بن هانىء، وهي من قوله، وفي تلك الحجرة كان نازلاً أيام كون بمصر.
ولد أبو نواس في سنة خمس وأربعين ومئة، ومات سنة ست وتسعين ومئة.
وقيل: ولد بالأهواز في سنة ست وثلاثين ومئة، ومات ببغداد سنة خمس وتسعين ومئة، وعمره تسع وخمسون سنة.