وكلم ابن الزبير الحصين بن نمير، وقال له: قد مات يزيد، وأنا أحق الناس بهذا الأمر، لأن عثمان عهد إلي في ذلك عهداً صلى به خلفي طلحة والزبير وعرفته أم المؤمنين فبايعني، وادخل فيما يدخل فيه الناس معي يكن لك ما لهم وعليك ما عليهم.
فقال له الحصين بن نمير: إني والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي، أقدم للشام فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك وقاتلت من عصاك، وإن وجدتهم مجتمعين على غيرك أطعته وقاتلتك، ولكن سر أنت معي إلى الشام أملكك رقاب العرب.
فقال له ابن الزبير: أو أبعث رسولاً؟ قال: تباً لك سائر اليوم، إن رسولك لا يكون مثلك.
وافترقا، وأمن الناس، ووضعت الحرب أوزارها، وأقام أهل الشام أياماً يبتاعون حوائجهم ويتجهزون، ثم انصرفوا راجعين إلى الشام، فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه.
وفي سنة ست وستين عام الخازر، قتل عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير وجرير بن شراحيل الكندي في آخرين، وقيل: في سنة سبع وستين، قتلهم إبراهيم بن الأشتر وبعث برؤوسهم إلى المختار، فبعث بها إلى ابن الزبير، فنصبت بالمدينة ومكة.
وقيل: إن المختار لما بعث برأس ابن زياد وحصين بن نمير مع رؤوس أناس من أشراف أهل الشام قال ابن الزبير: انصبوا رأس كل رجل منهم عند قذافته التي كان يرمينا منها.
قال محمد بن إسماعيل: ثم أحرق مصعب بن الزبير المختار، وأحرق إبراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد وحصين بن نمير، فقال عبد الملك بن مروان وأتي بجسد ابن الأشتر لمولى لحصين بن نمير: حرقه كما حرق مولاك.