للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخالد: ما يمنعني من إنشادك إلا قلة ما قلت فيك من الشعر، فأمره أن يكتب رقعته فكتب: من الطويل

تعرّضت لي بالجود حتى نعشتني ... وأعطيتني حتى حسبتك تلعب

فأنت النّدى، وابن الندى، وأخو الندى ... حليف الندى، ما للندى عنك مذهب

فأمر له بخمسين ألف درهم.

وقام آخر فقال: أصلحك الله: قد قلت فيك بيتين ولست أنشدهما حتى تعطيني قيمتهما، قال: وكم قيمتهما؟ قال: عشرون ألفاً، فأمر له بها ثم أنشده: من الكامل

قد كان آدم قبل حين وفاته ... أوصاك وهو يجود بالحوباء

ببنيه أن ترعاهم فرعيتهم ... فكفيت آدم عيلة الأبناء

فأمر له بعشرين ألف أخرى، وجلده خمسين جلدة، وأمر أن ينادى عليه: هذا جزاء من لا يحسن قيمة الشعر.

دخل أعرابي على خالد القسري فأنشده: من الوافر

كتبت، نعم، ببابك فهي تدعو ... إليك الناس مسفرة النّقاب

وقلت للا: عليك بباب غيري ... فإنك لن تري أبداً ببابي

فأعطاه لكل بيت خمسين ألفاً.

قال عمر بن الهيثم: بينما خالد بظهر الكوفة متنزهاً، إذ حضر أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال: هذه القرية، يعني الكوفة قال: وماذا تحاول بها؟ قال: قصدت خالد بن عبد الله متعرضاً لمعروفه، قال: فهل تعرفه؟ قال: لا. قال: فهل بينك وبينه قرابة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>