بعبد الملك بن مروان فأجاره، وكانت أمه أم ولد، فكتب إليه الحجاج يلخن أمه ويقول: يا بن أمتنا اللخناء، أنت الذي هربت عن أبيك حتى قتل.
وقد كان حلف ألا يسب أحد أمه إلا أجابه كائناً من كان؛ فكتب إليه خالد: كتبت تلخنني وتزعم أنني فررت عن أبي حتى قتل: ولعمري لقد فررت عنه، ولكن بعد ما قتل، وحين لم أجد لي مقاتلاً، ولكن أخبرني عنك يا بن اللخناء المستفرمة بعجم زبيب الطائف حين فررت أنت وأبوك يوم الحرة على جمل ثقال، أيكما كان أمام صاحبه؟ فقرأ الحجاج الكتاب وقال: صدق: من مشطور الرجز
أنا الذي فررت يوم الحرّه ... ثم ثبتّ كرة بفرّه
والشيخ لا يفرّ إلا مرّه
ثم طلبه فهرب إلى الشام، وسلم بيت المال لم يأخذ منه شيئاً. فكتب الحجاج إلى عبد الملك بما كان منه.
وقدم خالد الشام، فسأل عن وزير عبد الملك، فقيل له: روح بن زنباع، فأتاه حين طلعت الشمس فقال: إني جئتك مستجيراً. فقال: قد أجرتك إلا أن تكون خالداً، قال: فأنا خالد، فتغير وقال: أنشدك الله إلا خرجت عني، فإني لا آمن عبد الملك، فقال: أنظرني تغرب الشمس، فجعل روح يراعيها حتى خرج خالد، فأتى زفر بن الحارث