الكلابي فقال: إني جئتك مستجيراً. قال: قد أجرتك. قال: إني خالد بن عتاب. قال: وإن كنت خالداً.
فلما أصبح دعا ابنين له فتهادى بينهما وقد أسن، فدخل على عبد الملك وقد أذن للناس، فلما رآه دعا له بكرسي فوضع عند رأسه، فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين إني قد أجرت عليك رجلاً فأجره قال: قد أجرته إلا أن يكون خالداً. قال: فهو خالد. قال: لا، ولا كرامة.
فقال زفر لابنيه: أنهضاني، فلما ولى قال: يا عبد الملك، والله لو كنت تعلم أن يدي تطيق حمل القناة ورأس الجواد لأجرت من أجرت.
فضحك، وقال: يا أبا الهذيل قد أجرناه فلا أريبه، وأرسل إلى خالد بألفي درهم، فأخذها، ودفع إلى رسوله أربعة آلاف.
قال أبو عبيدة: خطب عتاب بن ورقاء الرياحي على المنبر فقال: أقول كما قال الله عز وجل في كتابه: من الخفيف
ليس شيءٌ على المنون بباقي ... غير وجه المسبّح الخلاّق
فقيل له: أيها الأمير هذا قول عدي بن زيد، فقال: فنعم، والله، ما قال عدي بن زيد.
وأتي عتاب بن ورقاء بامرأة من الخوارج فقال لها: يا عدوة الله، ما حملك على الخروج علينا؟ أما سمعت الله يقول؟: من الخفيف
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى المحصنات جرّ الذّيول
فقالت: جهلك بكتاب الله حملني على الخروج عليك وعلى أئمتك، يا عدو الله.