أتاك بسلم الحيّ بكر بن وائلٍ ... وأنت منوطٌ كالسّقاء الموكّر
معاوي أكرم خالد بن معمّرٍ ... فإنك لولا خالدٌ لم تؤمّر
فخادعته بالله حتى خدعته ... ولم يك خبّاً خالد بن المعمرّ
فلم تجزه والله يجزي بسعيه ... وتسديده ملكي سريرٍ ومنبر
فدعاهما معاوية فوصلهما؛ فقال الشني: من الطويل
معاوي إني شاكرٌ لك نعمةً ... رددت بها ريشي عليّ معاويه
وكم من مقامٍ غائظٍ لك قمته ... وداهيةٍ أسعرتها بعد داهيه
فموتّها حتى كأن لم أقم بها ... عليك وأوتادي بصفّين باقيه
فأبلغتني ربعي وكانت مقاتلي ... بكفّيك لو لم تكفف السهم باديه
فقال معاوية: من الطويل
لقد رضي الشنّيّ من بعد عتبه ... بأيسر ما يرضى به صاحب الكتب
قال مضارب العجلي: التقى رجلان من بكر بن وائل: أحدهما من شيبان والآخر من بني ذهل. فقال الشيباني: أنا أفضل منك. فقال الذهلي: بل أنا أفضل منك. فتحاكما إلى رجل من همدان فقال: لست مفضلاً أحداً منكما على صاحبه، ولكن اسمعا ما أقول لكما: من أيكما كان علباء بن الهيثم الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة؟ وكان يأخذ في الإسلام ألفين وخمس مئة.
قال الذهلي: كان مني.
قال: فمن أيكما كان حسان بن محدوج الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة فنزع عنه الأشعث بن قيس؟.