بأبي أنت وأمي؟ تكفيني واحدة. قال: توفر شعرك، وتسبل إزارك. قال: لا جرم، فانطلق، فجز شعره، ورفع إزاره.
حدث معرور بن سويد عن خريم بن فاتك أنه أقبل وعليه حلة وقد رجل شعره وقد تخلق، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويح أم خريم لو أقل الخلوق، ونقص من الشعر، وشمر الإزار. فنظر إليه القوم، فعرف أنه قد تكلم في أمره بشيء، فسأل بعض القوم؟ فأخبره، فغسل الخلوق وشمر الإزار، وحلق الرأس.
قال أبو سعيد: كان خريم على قسم الدور بدمشق حين فتحت؛ وقيل، إن أخاه سبرة هو الذي قسم الدور.
قال محمد بن سعد: الفاتك جد جده، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك، وهو القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة.
قال البخاري: خريم بن فاتك شهد بدراً مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله صحبة ورواية عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أبي هريرة قال: قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين، ألا أخبرك كيف كان بدء إسلامي؟ قال: بلى، قال: بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أثر، إذ جنني الليل بأبرق العزاف، فناديت بأعلى صوتي: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والنعماء والإفضال