للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واقتر آيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبال

قال: فذعرت ذعراً شديداً. فلما رجعت إلى نفسي قلت:

يا أيها الهاتف ما تقول؟ ... أرشد عندك أم تضليل؟

بين لنا هديت ما الحويل؟ قال:

إن رسول الله ذو الخيرات ... بيثرب يدعو إلى النجاة

يأمر بالصوم وبالصلاة ... ويزع الناس عن الهنات

قال: فانبعثت راحلتي فقلت:

أرشدني رشداً هديت ... لا جعت ولا عريت

ولا برحت سيداً مقيت ... ولا تؤثرني على الخير الذي أتيت

قال: فاتبعني، وهو يقول:

صاحبك الله وسلم نفسكا ... وبلغ الأهل وأدى رحلكا

آمن به أفلح ربي حقكا ... وانصر عن ربي فقد أخبرتكا

قال: فدخلت المدينة، ودخلت يوم جمعة، فاطلعت في المسجد، فخرج إلي أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: ادخل رحمك الله، فإنه قد بلغنا من إسلامك، قلت: لا أحسن الطهور، فعلمني، فدخلت المسجد، فرأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول: ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى صلاة يحفظها ويعقلها، إلا دخل

<<  <  ج: ص:  >  >>