الجنة. فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين على هذا ببينة أو لأنكلن بك. فشهد لي شيخ قريش عثمان بن عفان فأجاز شهادته.
وفي حديث آخر بمعناه:
هذا رسول الله ذو الخيرات ... جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات ... يأمر بالصلاة والزكاة
ويزجر الأقوام عن هنات ... قد كن في الأيام منكرات
قال: قلت له: من أنت؟ قال: أنا ملك بن مالك الجني، بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جن نجد. قال: قلت: أما لو كان من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي لأتيته حتى أسلم. قال: فأنا أؤديها. قال: فركبت بعيراً منها ثم قدمت، فإذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر، فلما رآني قال: ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك؟ أما أنه قد أداها سالمة؛ قال: قلت: رحمه الله. قال: أجل فرحمه الله.
وعن يحيى بن أبي كثير قال: إن خريم بن فاتك الأسدي أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني لأحب الجمال، حتى إني لأحبه في شراك نعلي وجلاد سوطي؛ وإن قومي يزعمون أنه من الكبر؟ قال: ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال، ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص الناس.
روى الشعبي: أن عبد الملك بن مروان قال لأيمن بن خريم: تقاتل ناساً من المسلمين، فقال: إن أبي وعمي شهدا الحديبية، وإنهما عهدا إلي أن لا أقاتل مسلماً. وقال أبياتاً:
ولست بقاتل رجلاً يصلي ... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من جهل وطيش
أأقتل مسلماً في غير شيء ... فليس بنافعي ما عشت عيشي
روى الأوزاعي عن يحيى قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم الفتى خريم بن فاتك، لو قص من شعره، وشمر من إزاره. فكان خريم يقول: