صدق الخضر قالها ثلاثاً وكل ما يحكيه الخضر حق؛ وهو عالم أهل الأرض، ورأس الأبدال؛ وهو من جنود الله في الأرض.
قال سفيان بن عيينة: رأيت رجل في الطواف، حسن الوجه، حسن الثياب، منيفاً على الناس. قال: فقلت في نفسي: ينبغي أن يكون عند هذا علم؛ قال: فأتيته فقلت: تعلمنا شيئاً أو أشياء؟ قال: فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه؛ قال: فأتى المقام، فصلى خلفه ركعتين، حفف منهما، ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: وماذا قال ربنا؟ قال: أنا الملك الذي لا أزول، فهلموا إلي أجعلكم ملوكاً لا تزولون؛ ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: أنا الملك الحي الذي لا أموت، فهلموا إلي أجعلكم أحياء لا تموتون؛ ثم قال: أتدرون ماذا قال ربكم؟ قال: قلنا: ماذا قال ربنا؟ قال: أنا الذي إذا أردت أمراً أقول له كن فيكون؛ يعني فهلموا إلي أجعلكم إذا أردتم أمراً قلتم له كن فيكون. قال ابن عيينة: فذكرته لسفيان الثوري فقال: أما أنا فعندي أنه كان ذلك الخضر عليه السلام. ولكن لم يعقله.
قال عمرو بن قيس الملائي: بينا أنا أطوف بالكعبة إذا أنا برجل بارز من الناس وهو يقول: من أتى الجمعة فصلى قبل الإمام، وصلى مع الإمام، كتب من الفائزين؛ ومن أتى الجمعة فصلى مع الإمام، وصلى بعد الإمام كتب من العابدين؛ ومن أتى الجمعة، فلم يصل قبل الإمام، ولا بعد الإمام، كتب من الغابرين، ثم ذهب فلم أره؛ فخرجت من الصفا أطلبه بأبطح مكة، فاحتبست عن أصحابي، فسألوني فأخبرتهم، قالوا: الخضر؟! قلت: الخضر صلى الله على نبينا وعليه السلام.
قال رياح بن عبيدة: رأيت رجلاً يماشي عمر بن عبد العزيز، معتمدا على يديه؛ فقلت في نفسي: إن هذا الرجل جاف. فلما انصرف من الصلاة قلت: من الرجل الذي كان معتمداً على يدك آنفاً؟