للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال محمد بن جامع: بلغنا أن الخضر عليه السلام قال: بينما هو يساير رجلاً إذ جلسا للغداء، فإذا بينهما شاةً مشويةً لم يروا من وضعها، مما يلي الخضر قد شوي، ومما يليق الرفيق نياً لم يشو، فقال له الخضر: إنك زعمت أنك لا تنال رزقك إلا بالنصب والعناء فيه، فقم فاعن به واشوه، فأما أنا فقد كفيته، لأني زعمت أنه من يتوكل على الله كفاه، فقد كفيته.

قال كرز بن وبرة: أتاني أخ لي من أهل الشام فقال لي: يا كرز، اقبل مني هذه الهدية، فإن إبراهيم التيمي حدثني قال: كنت جالساً في فناء الكعبة أسبح وأهلل، فجاءني رجل فسلم علي وجلس عن يميني، فلم أر رجلاً أحسن منه وجهاً ولا أطيب منه ريحاً، فقلت له: من أنت رحمك الله؟ فقال: أنا أخوك الخضر، جئتك لأسلم عليك وأعرفك أن من قرأ عند طلوع الشمس وانبساطها " الحمد " سبع مرات، و" قل أعوذ برب الناس " سبع مرات، و" قل أعوذ برب الفلق " سبع مرات و" قل هو الله أحد " سبع مرات، و" قل يا أيها الكافرون " سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات؛ وقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، سبع مرات؛ وصلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع مرات؛ واستغفر لنفسه ولوالديه ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات سبع مرات، حاز من الأجر ما لا يصفه الواصفون. فقلت للخضر: علمني شيئاً إن عملته رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامي؛ فقال: أفعل إن شاء الله: إذا أنت صليت المغرب فواصل الصلاة إلى عشاء الآخرة، ولا تكلم أحداً، وسلم من كل ركعتين، واقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، فإذا انصرفت إلى منزلك فصل فيه ركعتين خفيفتين، ثم ارفع يديك إلى ربك وقل: يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا إله الأولين والآخرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا رب يا رب يا رب، يا ألله يا ألله يا ألله؛ صل على محمد وعلى آل محمد. وافعل ذلك، وأنت مستقبل القبلة، ونم على شقك الأيمن حتى تغرق في نومك، وأنت تصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: ففعلت ذلك، فذهب عني النوم من شدة الفرح، فأصبحت على تلك الحال حتى صليت الضحى؛ ثم وضعت رأسي، فذهب بي النوم؛ فأتاني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذ بيدي وأجلسني، فقلت له: يا رسول الله، إن الخضر عليه السلام أخبرني بكذا وكذا؛ فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>