وصاحب مقالة ميكائيل عن يمينه، وصاحب مقالة إسرافيل عن يساره، وصاحب مقالة الخضر من خلفه إلى أن تغرب الشمس، من كل آفة وعاهة وعدو وظالم وحاسد. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما من أحد يقولها في يوم عرفة مئة مرة من قبل غروب الشمس إلا ناداه الله تعالى من فوق عرشه: أي عبدي قد أرضيتني وقد رضيت عنك، فسلني ما شئت، فبعزتي حلفت لأعطينك.
وعن ابن أبي رواد قال: إلياس والخضر يصومان شهر رمضان في بيت المقدس، ويحجان في كل سنة، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من قابل.
قال أبو إسحاق المرستاني: رأيت الخضر عليه السلام، فعلمني عشر كلمات وأحصاها بيده: اللهم إني أسألك الإقبال عليك، والإصغاء إليك، والبصيرة في أمرك، والنفاذ في طاعتك، والمواظبة على إرادتك، والمبادرة في خدمتك، وحسن الأدب في معاملتك، والتسليم، والتفويض إليك.
وكان الجنيد لأبي إسحاق المرستاني مؤاخياً، واسمه إبراهيم بن أحمد.
قال الحجاج بن فرافصة: كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر، فكان أحدهما يكثرالحلف، فمر عليهم رجل فقام عليهما، فقال للذي يكثر الحلف: يا عبد الله اتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف؛ قال: امض لما يعنيك. قال: إن ذا مما يعنيني؛ فلما أخذ ينصرف عنهما قال: اعلم أنه من آية الإيمان أن توثر الصدق حين يضرك، على الكذب حيث ينفعك، وأن لا يكون في قولك فضل على عملك، واحذر الكذب في حديث غيرك؛ ثم انصرف. فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين: الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات، فقام، فأدركه فقال: أكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله؛ قال: ما يقدره الله من أمر يكن؛ قال: فأعادهن علي حتى حفظتهن؛ ثم مشى معه حتى إذا وضع رجله في باب المسجد فقده. قال: فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو إلياس.