روى محمد بن يحيى قال: بينما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يطوف بالكعبة إذا هو برجل متلعق بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا يغلطه السائلون، يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك؛ قال: فقال له علي: يا عبد الله، أعد دعاءك هذا، قال: وقد سمعته؟ قال: نعم؛ قال: فادع به في دبر كل صلاة، فو الذي نفس الخضر بيده، لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء ومطرها وحصباء الأرض وترابها، لغفر لك أسرع من طرفة عين.
وفي حديث آخر بمعناه: وكان هو الخضر.
وعن عطاء عن ابن عباس قال: ولا أعلمه إلا مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يلتقي الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه، ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله، ما شاء الله، لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله، ما شاء الله، ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله ". قال: وقال ابن عباس: من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الحرق والغرق والشرق وأحسبه قال: من الشيطان والسلطان، ومن الحية والعقرب.
وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يجتمع كل يوم عرفة بعرفات: جبريل وميكائيل وإسرافيل والخضر، فيقول جبريل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله؛ فيرد عليه ميكائيل: ما شاء الله، كل نعمة من الله؛ فيرد عليه إسرافيل: ما شاء الله، الخير كله بيد الله؛ فيرد عليه الخضر: ما شاء الله، لا يصرف السوء إلا الله. ثم يتفرقون عن هذه الكلمات، فلا يجتمعون إلى قابل في ذلك اليوم. قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فما من أحد يقول هذه الأربع مقالات حين يستيقظ من نومه، إلا وكل الله به أربعة من الملائكة يحفظونه؛ صاحب مقالة جبريل من بين يديه،