للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عباس: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مررت ليلة أسري بي فشممت رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل! ما هذا؟ فقال: هذا ريح ماشطة فرعون وولدها.

وعن أنس بن مالك قال: كان رسول لله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ من الليل إلى الليل، فخرجت معه ذات ليلة في بعض طرق المدينة ومعي الطهور، فسمعت صوت رجل يدعو: اللهم أعني على ما ينجيني مما خوفتني، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو دعا بالتي تليها. قال: وفق الله على لسان الداعي الذي كان في نفس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: اللهم ارزقني شوق الصادقين إلى ما شوقتهم إليه. فقال: دع الطهور يا أنس، جمعتا له ورب الكعبة؛ ائت هذا الداعي فقل له: ادع لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليعنه الله على ما بعثه، وادع لأمته أن يأخذوا ما آتاهم نبيهم. قال: من أرسلك؟ قال: ولم يكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لي أخبره من أرسلني قال: فقلت وما عليك؟ قال: لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك، فقلت: وما عليك؟ قال: لست أدعو حتى تخبرني من أرسلك، قال: فأتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله، إنه أبى حتى أخبره من أرسلني، قال: قل له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأتيت فقلت له: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلني، قال: مرحباً برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبرسوله، أنا أحق أن آتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فائت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقل له: أنا أخوك الخضر، وإن الله فضلك على النبيين كما فضل رمضان على سائر الشهور، وفضل أمتك على سائر الأمم، كما فضل الجمعة على سائر الأيام. قال: فلما وليت سمعته يقول: اللهم اجعلني من هذه الأمة المرحومة المرشدة المتاب عليها.

قال محمد بن المنكدر: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي على جنازة، فإذا بهاتف يهتف من خلف: لا تسبقنا بالصلاة رحمك الله؛ فانتظره حتى لحق بالصف، فكبر عمر وكبر معه الرجل، فقال الهاتف: إن تعذبه فبكثير عصاك، وإن تغفر له فهو فقير إلى رحمتك، قال: فنظر عمر وأصحابه إلى الرجل، فلما دفن الميت وسوى الرجل عليه من تراب القبر قال: طوبى لك يا صاحب القبر إن لم تكن عريفاً أو جابياً أو خازناً أو كاتباً أو شرطياً، فقال عمر: خذوا لي الرجل نسأله عن صلاته وكلامه هذا عمن هو؟ قال: فتوارى عنهم، فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع، فقال عمر: هذا والله الخضر الذي حدثنا عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>