للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الولد بأمر الله؛ فقيل للملك: فلعل هذه المرأة عقيم لا تلد، فزوجه امرأةً قد ولدت؛ فقال للخضر: طلق هذه، قال: تفرق بيني وبينها وقد اغتبطت بها! فقال: لا بد، فطلقها، ثم زوجه ثيباً قد ولدت، فقال لها الخضر كما قال للأولى، فقالت: بل أكون معك، فلما كان الحول دعاها فقال: إنك ثيب قد ولدت قبل ابني، فأين ولدك؟ فقالت؟ هل يكون الولد إلا من بعل، وبعلي مشتغل بالعبادة، لا حاجة له في النساء؛ فغضب الملك وقال: اطلبوه، فهرب؛ فطلبه ثلاثة، فأصابه اثنان منهم، فطلب إليهما أن يطلقاه، فأبيا، وجاء الثالث فقال: لا تذهبا به، ولعله يضربه وهو ولده؛ فأطلقاه ثم جاؤوا إلى الملك، فأخبره الاثنان أنهما أخذاه، وأن الثالث أخذه منهما؛ فحبس الثالث، ثم فكر الملك فدعا الاثنين فقال: أنتما خوفتما ابني حتى هرب، فذهب فأمر بهما فقتلا؛ ودعا بالمرأة فقال لها: أنت هربت ابني وأفشيت سره، ولو كتمت عليه لأقام عندي، فقتلها، وأطلق المرأة الأولى والرجل، فذهبت المرأة فاتخذت عريشاً على باب المدينة، فكانت تحتطب وتبيعه وتتقوت بثمنه؛ فخرج رجل من المدينة فقير، فقال: بسم الله، فقالت المرأة: وأنت تعرف الله؟ قال: أنا صاحب الخضر، قالت: وأنا امرأة الخضر، فتزوجها فولدت له، وكانت ماشطة ابنة فرعون.

فروي عن ابن عباس أنها بينا هي تمشط ابنة فرعون سقط المشط من يدها فقالت: سبحان ربي، فقالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ربي ورب أبيك، فقالت: أخبر أبي؟ قالت: نعم؛ فأخبرته، فدعا بها وقال: ارجعي، فأبت، فدعا ببقرة من نحاس، وأخذ بعض ولدها فرمى به في البقرة وهي تغلي ثم قال: ترجعين؟ قالت: لا، فأخذ الولد الآخر حتى ألقى أولادها أجمعين ثم قال لها: ترجعين؟ قالت: لا، فأمر بها، قالت: إن لي حاجة، فقال: وما هي؟ قالت: إذا ألقيتني في البقرة تأمر بالبقرة أن تحمل ثم تكفأ في بيتي الذي على باب المدينة، وتنحي البقرة وتهدم البيت علينا حتى يكون قبورنا؛ فقال: نعم إن لك علينا حقاً. قال: ففعل بها ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>