وعن أبي الزاهرية قال: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعمل القفاف فيبيعها ويأكل ثمنها. وكان موسعاً عليه.
وعن الزهري:" أوبي معه " قال: سبحي معه.
قال ثابت: كان داود نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جزأ ساعات الليل والنهار على أهله، ولم تكن تأتي ساعة من ساعات الليل والنهار إلا وإنسان من آل داود قائم يصلي، فعمهم الله في هذه الآية:" اعملوا آل داود شكراً، وقليل من عبادي الشكور ".
قال مسعر: لما قيل لهم: " اعملوا آل داود شكراً " لم يأت على القوم ساعة إلا ومنهم مصل.
وقال ابن شهاب: في قوله عز وجل: " اعملوا آل داود شكراً " قال: قولوا: الحمد لله.
قال ثابت البناتي: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع ثم يرفع رأسه، ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء نظر العبيد إلى أربابها، يا ساكن السماء.
قال وهيب بن الورد: كان داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل الليل عليه وعلى أهل بيته دولاً، لا تمر ساعةً من ليل إلا وفي بيته لله ساجد وذاكر، فلما كان نوبة داود قام يصلي لنوبته، فكأنه دخل قلبه مما هو وأهل بيته من العبادة؛ فاطلع الله على قلبه وعجبه مما هو فيه وأهل بيته من العبادة، وكان بين يديه نهر، فأنطق الله ضفدعاً من ذاك النهر فنادته فقالت: يا داود، ما يعجبك مما أنت فيه وأهل بيتك من العبادة؟ فوا لذي أكرمك بالنبوة، إني لقائمة لله على رجل ما استراحت أوداجي من تسبيحه منذ خلقني الله إلى هذه الساعة، فما