قال داود بن أبي هند: أتيت الشام، فلقيني غيلان، فقال: يا داود إني أريد أن أسلك عن مسائل، قلت: سلني عن خمسين مسألة وأسألك عن مسألتين، قال: سل يا داود، قلت: أخبرني: ما أفضل ما أعطي ابن آدم؟ قال: العقل، قلت: فأخبرني عن العق، هو شيء مباح للناس، من شاء أخذه، ومن شاء تركه، أو هو مقسوم بينهم؟ قال: فمضى ولم يجبني.
توفي داود سنة تسع وثلاثين ومئة. وكان ثقة؛ وكان من أهل سرخس، وبها ولده. وقيل: مات في طريق مكة.
أرسل ابن هبيرة إلى داود بن أبي هند وإلى حميد الطويل وإلى ابن شبرمة وابن أبي ليلى؛ فكانوا يحضرونه فيسألهم عن الشيء؛ فيبتدر ابن شبرمة وابن أبي ليلى الجواب، ويسكت هذان؛ قال ابن هبيرة: ما بالكما تسكتان؟ قال داود لهذين: أخبراني عما تجيبان فيه، أشيئاً سمعتما فيه شيئاً، أم برأيكما؟ فقالا: بل برأينا؛ قال داود: ما بال الرأي يبادر إليه، أو يسارع إليه؟!.؟؟؟؟؟؟ قال ابن جريج: ما رأيت مثل داود بن أبي هند، إن كان ليفرع العلم فرعاً.
وكان داود بن أبي هند خياطاًن رجلاً صالحاً، ثقةً، حسن الإسناد.
فال حماد بن زيد: قلت لداود بن أبي هند: يا أبا بكر؛ ما تقول في القدر؟ فقال: أقول كما قال مطرف بن عبد الله؛ لم توكلوا إلى القدر، وإلى القدر تصيرون.
قال ابن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان، أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق، فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله