قال دعبل لإبراهيم بن العباس: أريد أن أصحبك إلى خراسان، فقال له إبراهيم: حبذا أنت صاحباً مصحوباً إن كنا على شريطة بشار، قال: وما شريطة بشار؟ قال: قوله:
أخ خير من آخيت أحمل ثقله ... ويحمل عني حين يفدحني ثقلي
أخ إن نبا دهر به كنت دونه ... وإن كان كون كان لي ثقة مثلي
أخ ماله لي لست أرهب بخله ... ومالي له لا يرهب الدهر من بخلي
قال: ذلك لك، ومزية. فاصطحبا.
أنشد أبو العباس المبرد لدعبل:
أخ لك عاداه الزمان فأصبحت ... مذممة فيما لديه العواقب
متى ما تحذره التجارب صاحباً ... من الناس تردده إليك التجارب
كان علي بن القاسم الخوافي مدح أبا عمرو احمد بن نصر، وتردد إليه بعد أن مدحه، ولم يخرج الجواب كما أحبه، فكتب إليه رقعةً يقول فيها: قال علي بن الجهم في مثل ما نحن فيه:
يا من يوقع لا في قصتي أبداً ... ماذا يضرك لو وقعت لي نعماء
وقع نعم ثم لا تنوي الوفاء بها ... إن كنت من قوله باللفظ محتشما
أو لا قوقع عسى كيما تعللني ... فإن قولك لا يبكي العيون دما
وكتب في رقعته: ومن أحسن ما يذكر لعبد الله بن طاهر:
افعل الخير ما استطعت وإن كا ... ن قليلاً فلن تحيط بكله
ومتى تفعل الكثير من الخير إذا كنت تاركاً لأقله؟
وكتب في رقعته: إن دعبل بن علي كتب إلى عبد الله بن طاهر: