قال ابن الكلبي: لما نزل بعبد الله بن شداد الموت دعا ابناً له فأوصاه؛ فكان فيما أوصاه أن قال: يا بني عليك بصحبة الأخيار، وصدق الحديث، وإياك وصحبة الأشرار، فإنها شنار وعار؛ وكن كما قال مسكين الدارمي:
اصحب الأخيار وارغب فيهم ... رب من صحبته مثل الجرب
واصدق الناس إذا حدثتهم ... ودع الكذب فمن شاء كذب
رب مهزول سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب
قال وهب بن منبه، الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه. وذكر حكاية، وأنشد لمسكين الدارمي في ذلك:
اتق الأحمق أن تصحبه ... إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعت منه جانباً ... حركته الريح وهناً فانخرق
أو كصدع في زجاج فاحش ... هل ترى صدع زجاج يتفق
وإذا جالسته في مجلس ... أفسد المجلس منه بالخرق
وإذا نهنهته كي يرعوي ... زاد جهلاً وتمادى في الحمق
قال أحمد بن مروان المالكي: ولمسكين الدارمي:
وإذا الفاحش لاقى فاحشاً ... فهنا كم وافق الشن الطبقا