للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما حضرت، يا من لا تضره الذنوب، ولا ينقصه المعروف، هب لي ما لايضرك، واغفر لي ما لا ينقصك؛ اللهم إني أسألك فرجاً قريباً، وصبراً جميلاً، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك دوام عافيتك، وأسألك الغنى عن الناس، وأسألك السلامة من كل شيء. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال الربيع: كتبته من جعفر برقعة، وهاهو ذا في جيبي، قال موسى بن سهل: كتبته من الربيع وهاهو ذا في جيبي إلى الحافظ ابن عساكر قال: وكتبته عن الفقيه أبي الحسن علي بن المسلم، وهاهو ذا في جيبي.

كانت للربيع جارية يقال لها أمة العزيز، فائقة الجمال، ناهدة الثديين، حسنة القوام، فأهداها إلى المهدي، فلما رأى جمالها وهيئتها قال: هذه لموسى أصلح، فوهبها لموسى، فكانت أحب الخلق إليه، وولدت له بنيه الأكابر. ثم إن بعض أعداء الربيع قال لموسى: إنه سمع الربيع يقول: ما وضعت بيني وبين الأرض مثل أمة العزيز. فغار موسى من ذلك غيرةً شديدة وحلف ليقتلن الربيع. فلما استخلف دعا الربيع في بعض الأيام، فتغدى معه وأكرمه، وناوله كأساً فيها شراب عسل قال الربيع: فعلمت أن نفسي فيها وأني إن رددت يده ضرب عنقي، مع ما قد علمت أن في قلبه علي من دخولي على أمه، وما بلغه عني ولم يسمع عذراً فشربتها. وانصرف الربيع إلى منزله، فجمع ولده وقال لهم: إني ميت في يومي هذا أو من غد، فقال له الفضل: ولم تقول هذا؟ قال: إن موسى سقاني شربة سم، فأنا أجد عملها في بدني، ثم أوصى بما أراد ومات في يومه أو من غده، ثم تزوج الرشيد أمة العزيز بعد موت الهادي فأولدها علي بن الرشيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>