قامت تريك رهبةً أن تصرما ... ساقاً بخنداةً وكعباً أدرما؟
فقال أبو هريرة: كان يحدى بنحو هذا أو مثل هذا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا يعيبه. البخنداة: الصموت التي يعض عليها الخلخال.
قال الأصمعي: إن أعرابياً لقي رؤبة بن العجاج فقال: ما اسمك؟ قال: رؤبة مهموزة فقال الأعرابي: والله لولا أنك همزت نفسك لنخستك.
دخل رؤبة بن العجاج على سليمان بن عبد الملك وقد جلس الصحابة وهيأ الجوائز فقال:
خرجت بين قمر وشمس ... بين ابن مروان وعبد شمس
يا خير نفس خرجت من نفس فقال له عمر بن عبد العزيز وهو جالس إلى جنب سليمان: كذبت! ذاك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال رؤبة بن العجاج: كنا في عسكر سليمان بن عبد الملك، وأتي بأسرى من أسرى الروم، فظهر الناس فجلسوا على مراتبهم، وأمر بالأسرى فأحضروا، فدفع إلى كل رجل أسيراً ليضرب عنقه، فكان أول من دفع إليه أسير عبد الله بن حسن بن حسن، فضرب عنق أسيره، ثم فعل ذلك بالناس على قدر مراتبهم، فلم يبق إلا الشعراء، فدفع إلى جرير أسيراً ليضرب عنقه، ودست إليه بنو عبس سيفاً هذاماً، لا يليق شيئاً، فضرب عنق أسيره،