حدث روح بن زنباع أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " الإيمان يمان حتى جبال جذام، وبارك الله في جذام. قال بكر: فقال له مسعود: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبهم.
وعن شرحبيل بن مسلم قال: زار روح بن زنباع تميماً الداري فوجده ينقي شعيراً لفرسه، وحوله أهله، فقال: أما كان في هؤلاء من يكفيك؟ قال تميم: بلى، ولكني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيراً ثم يعلقه عليه إلا كتب له بكل حبة حسنةً.
وعن روح بن زنباع الجذامي أنه أتى تميماً أبا رقية في رهط، فوافاه على باب داره بين يديه غربال فيه شعير ينقيه لفرسه، فقال روح: أبا رقية! لو كفاك بعض أعوانك، فقال: لا، إني أريد الخير لنفسي، إني سمعت من أم المؤمنين يعني عائشة تقول: خرجت فإذا أنا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح بردائه عن ظهر فرسه. قالت: فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، أبثوبك تمسح عن فرسك؟! قال: نعم يا عائشة، وما يدريك لعل ربي أمرني بذلك، مع أني لقد بت وإن الملائكة لتعاتبني في حس الخيل ومسحها. فقلت له: يا نبي الله، فولنيه فأكون أنا التي ألي القيام عليه، فقال: إني لا أفعل، لقد أخبرني خليلي جبريل عليه السلام أن ربي عز وجل يكتب لي بكل حبة أوافيه بها حسنة، وأن ربي يحط عني بكل حبة يوافيه بها حسنة، ويحط عنه بكل حبة سيئة.
قال شعبة بن الحجاج: لما هم معاوية بن أبي سفيان بقتل روح بن زنباع قال: لا تشمت بي عدواً أنت وقمته، ولا تسؤ في صديقاً أنت سررته، ولا تهدم مني ركناً أنت بنيته، فصفح عنه وأطلقه.