للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك بما فعلت. فلما أن رأت ندمت وذهب عنها الخبيث، فوقعت على أيوب تلحسه وتقول: يا سيدي؛ هذا مكان العائذ من غضبك، فلم تزل به حتى رضي عنها وعذرها.

وعن ابن عباس قال: قالت امرأة أيوب لأيوب: إنك رجل مجاب الدعوة، فادع الله أن يشفيك، فقال: كنا في النعماء سبع سنين، فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة، فمكث في ذلك البلاء سبع سنين.

وعن ابن عباس أن أيوب اشتهى إداماً من سمن أو لحم أو جبن أو لبن، فلم تصب امرأته حتى باعت قرناً من شعرها، فعند ذلك نادى أيوب ربه، وذلك أن امرأته أتته بشهوته، فلما رأى ذلك قال لها: من أين لك هذا؟ فكشفت عن رأسها فقالت: بعت قرناً من شعري، فقال عند ذلك: إلهي؛ ابتليتني بذهاب المال والولد، ثم البلاء في جسدي، ثم صيرتني أن أعيش من شعر حليلتي، فارض عني، وإن كان هذا رضىً لك فزدني وأنت أرحم الراحمين، قد ترى ما نزل بي. فذلك قوله: " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " يقول الله " فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ".

قال ابن عباس: جاءه جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك يا أيوب، رب العزة يقرئك السلام ويقول: " اركض برجلك " اليمين، قال: فضرب بها الأرض، فتناثر كل دود عليه من قرنه إلى قدميه، ونبعت عين من تحت رجله اليمنى، ثم قال: اركض برجلك اليسرى، قال: فضرب بها الأرض فتناثر ما كان بقي من الدود، ونبعت عين من تحت قدمه اليسرى، فقال جبريل: ثم فادخل هذه العين " هذا مغتسل " فاغتسل فيه، فاغتسل فيها فخرج منها صحيحاً سليماً نشيطاً على حسنه وجماله وشبابه؛ واشرب من الأخرى وهي اليمنى " بارد وشراب " قال: فشرب منها، فخرج كل شيء كان في

<<  <  ج: ص:  >  >>