وعن ابن عباس: في هذه الآية " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودةً " قال: فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خال المؤمنين.
وعن ابن عباس:" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " قال: نزلت في أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة. قال عكرمة: ومن شاء باهلته أنها نزلت في نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن هشام قال: أقبل أبو سفيان حتى قدم المدينة، فدخل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا محمد، إني كنت غائباً في صلح الحديبية، فاشدد العهد، وزدنا في المدة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ولذلك قدمت يا أبا سفيان؟ قال: نعم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل كان قبلكم حدث؟ قال: معاذ الله، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فنحن على مدتنا وصلحنا يوم الحديبية، لا نغير ولا نبدل. ثم قام من عنده فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طوته دونه فقال: أرغبت بهذا الفراش عني أو بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنت امرؤ نجس مشرك، فقال: يا بنية! لقد أصابك بعدي شر، قالت: هداني الله للإسلام، وأنت يا أبه سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك دخول في الإسلام وأنت تعبد حجراً لا يسمع ولا يبصر، قال: يا عجباه! وهذا منك أيضاً! أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمد؟ ثم قام من عندها. وذكر الحديث.
قال حميد بن هلال: لما حصر عثمان تته أم المؤمنين، فجاء رجل فاطلع في خدرها فجعل ينعتها للناس،