لها: أنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع إلى الأرض فقولي:
أعيذه بالواحد ... من شر كل حاسد
في كل بر عامد ... وكل عبدٍ رائد
يرود غير زائد
فإنه عبد الحميد الماجد ... حتى أراه قد أتى المشاهد
وإن آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسميه محمداً، فإنه اسمه في التوراة أحمد، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في الإنجيل أحمد، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في الفرقان محمد، فسميه بذلك. فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها، وقد هلك أبوه عبد الله وهي حبلى ويقال إن عبد الله هلك والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهراً فقالت: قد ولد الليلة لك غلام فانظر إليه. فلما جاءها عبد المطلب خبرته وحدثته بما رأت حين حملت به. وما قيل لها فيه. وما أمرت أن تسميه، فأخذه عبد المطلب فأدخله على هبل في جوف الكعبة فقام عبد المطلب يدعو الله ويتشكر لله عز وجل الذي أعطاه إياه فقال الرجز:
الحمد لله الذي أعطاني ... هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان ... أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى يكون بلغة الفتيان ... أعيذه من كل ذي شنآن
من حاسدٍ مضطرب العيان ... ذي همةٍ ليس له عينان
حتى أراه رافع البنيان ... أنت الذي سميت في الفرقان
في كتب ثابتة المثاني ... أحمد مكتوباً على اللسان
قال ابن عباس: كان بنو أبي طالب يصبحون غمصاً رمطاً، ويصبح محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صقيلاً دهيناً. قال: