فهزمونا، فإذا صائح يصيح: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله. فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك.
وفي حديث آخر بمعناه: يا سارية بن زنيم الجبل، يا سارية بن زنيم الجبل، ظلم من استرعى الذئب الغنم. وفي آخره فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟ فقال: والله ما ألقيت له بالاً، شيء أتى على لساني.
وفي حديث آخر بمعناه: ثم قال: يا سارية الجبل الجبل. ثم أقبل عليهم وقال: إن لله عز وجل جنوداً، ولعل بعضها أن تبلغهم.
وفي حديث آخر قالوا:
كان عمر رضي الله عنه قد بعث سارية بن زنيم الدؤلي إلى فسا ودرابجرد، فحاصروهم، ثم إنهم تداعوا، وأصحروا له، وكثروه، فأتوه من كل جانب، فقال عمر وهو يخطب في يوم جمعة: يا سارية بن زنيم الجبل الجبل، ولما كان ذلك اليوم وإلى جنب المسلمين جبل إلى ألجئوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد، فألجئوا إلى الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، فأصاب مغانم، وأصاب في المغنم سفطاً فيه جوهر، فاستوهبه من المسلمين لعمر فوهبوه له، فبعث به رجلاً وبالفتح، وكان الرسل والوفد يجازون وتقضى لهم حوائجهم، فقال له سارية: استقرض ما تبلغ به وتخلفه لأهلك على جائزتك. فقدم الرجل البصرة ففعل، ثم خرج فقدم على عمر فوجده يطعم الناس ومعه عصاه التي يزجر بها بعيره، فقصد له، فأقبل عليه بها. فقال: اجلس. فجلس حتى إذا أكل انصرف عمر وقام، فاتبعه،