للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيداً أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال: يا سلمان، أنت منا أهل البيت، وقد أتاك الله العلم الأول والآخر، والكتاب الأول والآخر ثم قال: ألا أرشدك يا أبا الدرداء؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: إن تنتقدهم ينتقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك، وأعلم أن الجزاء أمامك، ثم آخى بينه وبين سلمان، ثم نظر في وجوه أصحابه فقال ابشروا وأقروا عيناً، أنتم أول من يرد عليّ حوضي، وأنتم في أعلى الغرف، ثم نظر عبد الله بن عمر فقال: الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ويلبس من الضلالة على من يحب، فقال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت، غيري، فإن كان هذا من سخطك عليّ فلك العتبى والكرامة فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي، قال: وما أرث منك يا نبي الله: قال: ما ورث الأنبياء من قبلي. قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي. ثم تلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إخواناً على سرر متقابلين " المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض.

وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلا هذه الآية: " وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان الفارسي ثم قال: هذا وقومه، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس.

وروي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغة قول سلمان لأبي الدرداء: إن لأهلك عليك حقاً، ولبصرك عليك حقاً فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثكلت سلمان أمه لقد اتسع من العلم.

وعن أبي أمامة قال: أشخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصره إلى السماء فقلنا: ما هذه يا رسول الله؟ قال: رأيت ملكاً عرج بعمل سلمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>