وقال سلم: ما أتى رجل مجلسي ثلاث مرات في غير حاجة فعلمت ما مكافأته.
جرى ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة، فتناوله بعض أهل المجلس فقال سلم: يا هذا، أوحشتنا من نفسك، وآيستنا من مودتك، ودللتنا على عورتك.
قال سلم بن قتيبة: لا تتم مروءة الرجل حتى يصبر على مناجاة الشيوخ البُخر.
ودخل على سلم رجل يكلمه في حاجة، فوضع سيفه على أصبه، وسلم ساكت، والرجل متكئ على سيفه لا يشعر، وقد جرحه. فلما فرغ ومضى وقد دميت أصبع سلم دعا بمنديل فجعل يمسح الدم، فقيل له: ألا نحيت رجلك، أو أمرته فرفع سيفه؟ فقال: خشيت أن أقطعه عن حاجته.
قال سلم:
الدنيا العافية، والشباب الصحة، والمروءة الصبر على أخلاق الرجال " وفي رواية: والمروءة: الصبر على الرجال - قال: فسألت: ما الصبر على الرجال؟ فوصف المداراة " وزاد في رواية أخرى: ولا خير في المعروف إذا أحصي - ومن المروءة أيضاً أن تصون ثوبي جمعتك، وتكثر تعاهد ضيفك، وتعرف في المسجد مجلسك.
قال سلم: قال بعض حكماء العرب: ما أعان على نظم مروءات الرجال كالنساء الصوالح.
قال الصلت بن راشد: كنت عند طاوس فسأله سلم بن قتيبة عن شيء فزبره أو انتهره. قال: هذا ابن قتيبة صاحب خراسان. قال: ذاك أهون علي.
توفي سلم بن قتيبة الباهلي بالري سنة تسع وأربعين ومئة، وصلى عليه المهدي لعظم شأنه.