للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشايخنا، ثم قال لي: سمعت مسند أبي داود؟ فقلت: لا، فقال لي: ضيعت الحزم لأن مسند أبي داود منبعه أصبهان، وقال لي: تعرف محمد بن حمزة بن عمارة؟ فقلت: شديداً رجلاً من أهل الفضل، قال: فتعرف ابنه إبراهيم؟ قلت: نعم. قال: كان عندنا ورأيته حافظاً للحديث، وقال: ما رأيت مثله في الحفظ.

قال أبو القاسم الطبراني:

رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، كأنه جالس على كرسي على صفته التي انتهت إلينا الصحيحة، فوقفت فسلمت عليه، فرد علي السلام، ثم جلست بين يديه، ورفعت يدي، فدعوت لنفسي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات بدعاء حسن فتحه الله علي، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبل علي، يتبسم، فقل: يا رسول الله، أخبرني عن حديث الشعبي عن النعمان بن بشير عنك أنك قلت: مثل المؤمنين في توادهم وتواصلهم وتراحمهم. كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فأشار رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيح صحيح صحيح ثلاث مرات. فقال: فحدثونا عن أبي نعيم عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن النعمان بن بشير عنك فتبسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذكر التشهد. فذكرت التشهد الذي رواه ابن مسعود: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله. فقال لي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذكر التشهد، فذهبت إلى أنه أراد التشهد الذي رواه ابن عباس فذكرته، وهو: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده فقال: هذا هو التشهد هذا هو التشهد هذا هو التشهد.

قال أبو القاسم الطبراني: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه، فدخل عليه بعض الكتاب فصب على رجله خمس مئة درهم. فلما خرج قال: ارفع أبا القاسم هذا فرفعته، فجعلت أحدث إلى أن دخلت أم عدنان ابنته، فصب على رجله خمس مئة درهم فقتل، فقال: إلى أين يا أبا القاسم؟ فقلت: قمت لأنك تقول إنما جلست لهذا، فقال: ارفع هذا أيضا، فلما كان

<<  <  ج: ص:  >  >>