وقيل إن الحُسن قسم نصفين: نصف ليوسف وسارة، ونصف بين الناس.
وعن أبي هريرة: أن إبراهيم لم يولد له، فكانت سارة لا تلد. فلما رأت سارة ذلك أحبت أن تعرض هاجر على إبراهيم فكان يمنعها غيرتها.
كانت هاجر ذات هيئة، فوهبتها سارة لإبراهيم، فقالت: إني أراها وضيئة فخذها لعل الله أن يرزقك منها ولداً، وكانت سارة قد مُنعت الولد، فلم تلد لإبراهيم حتى أيست. وكان إبراهيم قد دعى ربه " ربي هب لي من الصالحين " فأخرت الدعوة حتى كبر إبراهيم، وعقمت سارة. ثم إن إبراهيم وقع على هاجر فولدت له إسماعيل.
فلما ولد إسماعيل اشتد حزنها على ما فاتها من الولد. ولما رأت سارة إبراهيم قد شغف بإسماعيل غارت غيرة شديدة، وحلفت لتقطعن عضواً من أعضاء هاجر، قال: فبلغ ذلك هاجر فلبست درعاً لها، وجرت ذيلها، فهي أول نساء العالمين جرت الذيل، وإنما فعلت ذلك لتعفي أثرها في الطريق على سارة فلن تقدر عليها، فقال لها إبراهيم: هل لك إلى خير؟ أن تعفي عنها وترضي بقضاء الله، فقالت: فكيف لي بما قد حلفت؟ قال: اخفضيها فتكون سنة للنساء وتبري يمينك، قالت: أفعلها فخفضتها، فمضت السنة للنساء في الخفض منها.
وقيل: أنها لما غارت منها حلفت أن تقطع منها ثلاثة أشراف. فقال لها إبراهيم: هل لك أن تبري يمينك؟ قالت: كيف أصنع؟ قال: اثقبي أذنيها واخفضيها " والخفض هو الختان " ففعلت ذلك بها، فوضعت هاجر في أذنيها قرطين فازدادت بهما حسناً، فقالت سارة أراني إنما زدتها جمالاً فلم تقارهّ على كونها معه، ووجد بها إبراهيم وجداً شديداً، فنقلها إلى مكة، وكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها، وقلة صبره عنه.
قال يحيى بن أبي رافع: في قوله عز وجل: " فأقبلت امرأته في صرة " قال: صيحة، فولولت.