ولما ولدت سارة لإبراهيم إسحاق جعل الكنعانيون يقولون: ألا تعجبون لهذا الشيخ ولهذه العجوز، وحدوا صبياً سقيطاً فأخذاه يزعمان أنه ولدهما، وهل تلد مثلها من النساء؟! فكون الله صورة إسحاق على صورة إبراهيم حتى لا يراه أحد إلا قال: والله، إنه لمن الشيخ.
جاء جرير إلى عمر فشكا إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنا لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة فتقول: ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان فلا تنظر إليهن؟ فقال ابن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم شكا إلى الله من رداءة خلق سارة فقال له: إنها خلقت من الضلع، فألبسها على ما كان فيها، ما لم تر عليها خزية في دينها فقال عمر: لقد حشا الله بين أضلاعك علماً كثيراً وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أولاد المسلمين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة، فإذا كان يوم القيامة دفعوهم إلى آبائهم.
قال شعيب الجبائي: ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة، وذبح إسحاق وهو ابن تسع سنين وولدته سارة وهي ابنة تسعين، وكان مذبحه من إيلياء على ميلين. فلما علمت سارة أراد بإسحاق بطنت يومين وماتت في اليوم الثالث، وقيل ماتت سارة وهي بنت مئة سنة وسبع وعشرين سنة.
ولما أراد إبراهيم ذبح إسحاق حزنت سارة حزناً شديداً، ومرضت من شدة الغم، وكان لإسحاق في ذلك الوقت سبع وثلاثون سنة، وقيل: تسع سنين، وكان أصابها البطن ثلاثة أيام.