للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم: " إن مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وقال قتادة: في قول الله عزّ وجلّ " وأصحاب الرّسّ " قال: قوم شعيب وقيل: إن الأيكة ومدين هما واحد. والله أعلم.

فأما من قال منهم إنه بعث مرتين فقال في قصة مدين " وإلى مدين أخاهم شعيباً قال: يا قوم اعبدوا الله " فبدأ فدعاهم إلى توحيد الله عزّ وجلّ وعبادته فذلك قوله: " ما لكم من إله غيره " وأمرهم بعد ذلك بالكف عن ظلم الناس وبخسهم مكاييلهم، فقال لهم: " قد جئتكم ببينة من ربكم " يعني بياناً من ربكم " فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم " " ولا تعثوا في الأرض مفسدين ".

قال: فما دعاهم إلى ذلك كذبوه وردوا عليه نصيحته وقالوا: يا شعيب أصلواتك هذه تأمرك وكان أكثر الأنبياء صلاة فلذلك قالوا: " أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا " يعني نترك عبادة آلهة آبائنا " أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء " نوفي لمن نشاء ونبخس من نشاء " إنك لأنت الحليم الرّشيد " يقولون: إنك لأنت الأحمق السفيه، يشهرون به

<<  <  ج: ص:  >  >>