وعن ابن عباس أنهم كانوا إذا دخل عليهم الغريب فيأخذون دراهمه، ويقولون: دراهمك هذه زيوف. فيقطعونها ثم يشترونها منه بالبخس يعني: بالنقصان، قيل: كانوا يأخذون دراهم جياداً من الناس، فيقطعونها ثم يعطونهم بدلها من عندهم زيوفاً نفاية، فذلك بخسهم، مع ما كانوا يطففون في الكيل.
وعن ابن عباس قال: قال شعيب " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين " يقول لا تعملوا في الأرض بالمعاصي. قال: كانوا يخرجون وكانت بلادهم بلاد ميرة يمتار الناس منهم، قال: فكانوا يقعدون على الطريق فيصدون الناس عن شعيب، يقولون: لا تسمعوا منه فإنه كذاب يفتنكم. فذلك قوله عزّ وجلّ " ولا تقعدوا بكلّ صراط توعدون " الناس إن اتبعتم شعيباً فتنكم وهو كذاب " وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجاً " قال ابن عباس: كانوا قوماً طغاة بغاة يجلسون على الطريق فيبخسون الناس أموالهم، يعني يعشرونه. وكانوا أول من سنّ ذلك.
وقال الحسن في قوله عزّ وجلّ " إني أراكم بخير " قال: رخص السعر.
وعن الزبرقان قال: رأيت الأحنف صلى بعد العصر. قلت يا أبا بحر، ما هذه الصلاة؟ قال: يا بن أخي، إن شعيباً يعني النبي صلى الله على نبينا وعليه وسلم كان كثير الصلاة. وكان سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر شعيباً قال: ذلك خطيب الأنبياء، لحسن مراجعته قومه فيما دعاهم