وعن ابن عباس أن شعيباً كان يقرأ من الكتب التي كان الله عزّ وجلّ أنزلها على إبراهيم قال: إنما أنزل الله عزّ وجلّ من السماء صحفاً على آدم وإدريس ونوح وإبراهيم. وكان أنزل على شيث خمسون صحيفة.
وعن أبي حازم قال:
لما رجعتا إلى أبيهما " يعني ابنتي شعيب " أخبرتاه خبر موسى فقال أبوهما وهو شعيب عليه السلام: ينبغي أن يكون هذا رجلاً جائعاً، ثم قال لإحداهما: اذهبي فادعيه لي. فلما أتته غطت وجهها وقالت " إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا " فلما قالت " أجر ما سقيت لنا " كره موسى ذلك وأراد ألا يتبعها، ولم يجد بداً من أن يتبعها لأنه كان في أرض مسبعة وخوف فخرج معها، وكان الريح يضرب ثوبها فيصف لموسى عجيزتها، وكانت ذات عجز، فجعل موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يعرض عنها مرة ويغض مرة، فناداها: يا أمة الله، كوني خلفي وأريني السمت بقولك. فلما دخل على شعيب إذا هو بالعشاء تهياً، فقال له شعيب: اجلس يا شاب، فتعش، فقال له موسى: أعوذ بالله، فقال له شعيب: ول ذلك؟ ألست بجائع؟ قال: بلى. ولكن أخاف أن يكون هذا عوضاً لما سقيت لهما، وأنا من أهل بيت لا يبتغي شيئاً من عمل الآخرة بملء الأرض ذهباً. فقال له شعيب: لا والله يا شاب، ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف، ونطعم الطعام. قال: فجلس موسى فأكل.
وعن أبن عباس أنه قال: في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما: قبر إسماعيل وشعيب على نبينا وعليهما الصلاة والسلام، فقبر إسماعيل في الحجر وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود.
وقال وهب بن منبه: إن شعيباً مات بمكة، ومن معه من المؤمنين، فقبورهم في غربي الكعبة بين دار الندوة وبين باب بني سهم.