دخل أبو سفيان بن حرب " على علي والعباس فقال: يا علي وأنت يا عباس ": ما بال هذا الأمر في أذل قبيلة من قريش، في تيم؟! أما والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلاً، فقال علي: يا أبا سفيان، طالما غششت الإسلام.
كان أبو سفيان بن حرب قاضي الجماعة يوم اليرموك يسير فيهم، ويقول: الله، الله، عباد الله انصروا الله ينصركم، اللهم، هذ١يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك.
قال عبد الله بن الزبير: كنت مع أبي عام اليرموك. فلما تعبأ المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه، ثم قال لموليين له: احبسا عبد الله بن الزبير معكما في الرحل، فإنه غلام صغير، ثم توجه، ودخل في الناس. فلما اقتتل الناس والروم نظرتُ إلى ناس وقوف على تل لا يقاتلون مع الناس. فأخذت فرساً للزبير خلّفه في الرحل، فركبته، ثم ذهبت إلى أولئك الناس، فوقفت معهم وقلت: أنظر ما يصنع الناس. قال: فإذا أبو سفيان بن حرب في مشيخة من قريش من مهاجرة الفتح وقوفاً لايقاتلون. فلما رأوني رأوا غلاماً حدثاً لم يتقوني. قال: فجعلوا - والله - إذا مال المسلمون وركبهم الروم يقولون: إيهٍ بَلْ أصفر، وإذا مالت الروم وركبهم المسلمون قالوا: يا ويح بَلَ أصفر، فجعلت أعجب من قولهم. فلما هزم الله الروم، ورجع الزبير جعلت أخبره خبرهم. قال: فجعل يضحك ويقول: قاتلهم الله، أبَوا إلا ضغناً وماذا لهم في أن يظهر علينا الروم، ولَنحن خير لهم منهم؟! وعن جويرية بنت أسماء أن عمر بن الخطاب قدم مكة فجعل يجتاز في سككها. فيقول لأهل المنزل: قُمّوا أفنيتكم. فمر بأبي سفيان فقال: يا أبا سفيان، قموا فناءكم، فقال: نعم