وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً " - فيقول: يا رب، عليّ كذا وكذا. قال: فيقال: اقض دَينك. قال: فيقول: ما لي شيء. ما أدري ما أقضي به. قال: فيقال: خذوا من حسناته. قال: فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة. فإذا فنبت حسناته قال: فيقال: خذ " وا " من سيئاته من يطلبه، فركّبوا عليه. قال: فلقد بلغني أن رجالاً يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات. فما تزال تؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى لهم حسنة. ثم تركب عليهم سيئات من يطلبهم حتى تُرد عليهم أمثال الجبال. قال: وسمعته يومئذ يقول: يتقدم واعظ في الكذب تقدماً ما سمعت واعظاً قط يتقدمه، حتى إن كنت أقول: لقد بلغ هذا الشيخ من كذب الناس شيئاً ما أدري ما هو ثم قال: إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وعليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة.
قال: فبينا هو يحدثنا إذ عقد، ثم قال: أيها الناس، لأنتم أصل من أهل الجاهلية. إن الله جعل لأحدكم الدينار ينفقه في سبيل الله عزّ وجلّ بسبع مئة دينار، والدرهم بسبع مئة درهم، ثم إنكم صارّون تُمسكون. أما والله لقد فتحت الفتوح بسيوف ما حِلْيَتُها الذهب والفضة، ولكن حليتها العَلابيّ أو الآنك والحديد.
قال سُليم بن عامر: كان أبو أمامة إذا قعدنا إليه يجيئنا من الحديث بأمر عظيم ويقول لنا: اسمعوا، واعقلوا وبلِّغوا عنا ما تسمعون.