للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنبوة في آل لاوي وآل يهوذا؟! قال: " إِنَّ اللهُ اصْطَفَاه عَلَيْكُمْ " للذي سبق له أن يملككم " وَزَادَهُ بَسْطَةً فِيْ العِلْمِ وَالْجِسْمِ " فيه تقديم، يعني: في الجسم والعلم. كان أطولهم بسطة رِجل - وقال الحسن: لم يكن بأعلمهم، ولكن كان أعلمهم بالحرب، فذلك قوله: في العلم، إنه كان مجرباً: " واللهُ يُؤتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ " يعني الملك بيد الله عزّ وجلّ يضعه الله حيث يشاء. ليس لكم أن تخيّروا.

وكان طالوت رجلاً فقيراً مغموراً فيهم بالدَّين، فمن ذلك قالوا: " وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ المَالِ " وكيف يكون له الملك علينا وهو مغمور بالدين؟! قالوا: ما آية ذلك تُعرّفه أنه ملك؟ قال: آيته أن يتيكم التابوت. فقالوا: إن ردّ علينا التابوت فقد رضينا وسلمنا. وكان الذين أصابوا التابوت أسفل من جبل إيلياء، فما بينهم وبين مصر، وكانوا أصحاب أوثان، وكان فيهم جالوت. وكان له جسم وخَلق وقوة في البطش، وشدة في الحرب. فلما وقع التابُوت في أيديهم جعلوا التابوت في قرية من قرى فلسطين، فوضعوه في بيت أصنامهم، فأصبحت أصنامهم منكوسة. وكان لهم صنم، كبير أصنامهم، من ذهب، وله حدقتان من ياقوتتين حمراوين، فخرّ ذلك الصنم ساجداً للتابوت، وانحدرت حدقتاه على وجنتيه يسيل منها الماء. فلما دخلت سدنة بيت أصنامهم ورأوا ذلك نتفوا شعورهم، ومزقوا جيوبهم، وأخبروا ملكهم. وسلط الله عزّ وجلّ الفأر على أهل تلك القرية، فتجيء الفأرة إلى الرجل وهو نائم فتأكل جوفه، وتخرج من دبره، حتى طافت عليهم فماتوا، فقالوا: ما أصابنا هذا إلا في سبب هذا التابوت، فأرادوا حرقه، فلم تحرقه النار، وأرادوا كسره، فلم يحكّ فيه الحديد، فقالوا: أخرجوه عنكم، فوضعُوه على ثورين على عجلة فسيّبوه فساقته الملائكة إليهم.

وقال قتادة في قوله: " وقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ " إن نبيهم الذي كان بعد موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم: يوشع بن نون، وهو أحد الرجلين اللذين أنعم الله عليهما. قال: وأحسبه هو فتى موسى.

<<  <  ج: ص:  >  >>